تمثل الحياة اليومية للأشخاص المكفوفين تحديًا مستمرًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتنقل في الأماكن العامة والخارجية. على الرغم من التقدم التكنولوجي في العديد من المجالات، إلا أن التنقل في الخارج لا يزال يشكل هاجسًا للعديد من المكفوفين، خصوصًا في المدن الكبرى أو في الأماكن التي تفتقر إلى بنية تحتية ملائمة. لحسن الحظ، تم ابتكار العديد من الأدوات المساعدة التي أصبحت ضرورية لتحسين حياة المكفوفين وتمكينهم من التفاعل مع محيطهم بشكل آمن ومستقل.


أولًا: التحديات اليومية التي يواجهها المكفوفون في الخارج: 

على الرغم من توفر العديد من الأدوات المساعدة، إلا أن الأشخاص المكفوفين يواجهون تحديات مستمرة في الحياة اليومية، خاصة في الأماكن العامة. ومن أبرز هذه التحديات:

  • البنية التحتية غير المهيأة: لا تزال العديد من المدن في العالم تفتقر إلى تجهيزات مناسبة للمكفوفين، حيث تكون الأرصفة غير مستوية، ولا توجد علامات بارزة كافية، أو أن البلاط البارز غير متواجد بشكل كافٍ في الأماكن التي يكثر فيها التنقل.

  • الازدحام والضوضاء: في المدن الكبيرة، يواجه المكفوفون تحديات كبيرة بسبب الازدحام السكاني، مما يجعل من الصعب على العصا البيضاء أو الأنظمة الصوتية أن تكون فعّالة بشكل كامل؛ فقد يكون من الصعب التمييز بين الأصوات أو تحديد المسار في مكان مزدحم.

  • العوائق البيئية: قد تكون الظروف الجوية، مثل الأمطار أو الثلوج عائقًا إضافيًا، مما يعرقل قدرة المكفوفين على التنقل بأمان.


ثانيًا: الأدوات المساعِدة في حياة المكفوفين اليومية: 

التنقل في العالم الخارجي يشكل تحديًا يوميًا للمكفوفين، لكن مع تطور الأدوات والتقنيات، أصبح بإمكانهم التحرك بثقة وأمان. هذه الأدوات تساعدهم في استعادة الاستقلالية والمشاركة في الحياة اليومية. في هذا السياق، سنستعرض بعض الأدوات التي تساهم في تسهيل تنقلاتهم اليومية.

  1. العصا البيضاء: 

تعد العصا البيضاء من أبرز الأدوات المساعدة التي يعتمد عليها المكفوفون للتنقل، وهي أداة بسيطة لكن تحمل في طياتها العديد من الإمكانيات التي تمنح المستخدمين استقلاليتهم في الحركة. تستخدم عصا المكفوفين بشكل رئيسي للكشف عن العوائق التي قد تواجه المكفوفين أثناء سيرهم. بفضل العصا البيضاء للكفيف، يستطيع المكفوفون تحديد المسافات والمسارات، مما يساعدهم على التنقل بأمان دون الحاجة إلى مساعدة خارجية.


من المهم أن نعرف أن العصا البيضاء للمكفوفين لا تقتصر على وظيفة واحدة؛ فهي وسيلة تنقل، ولكنها أيضًا رمز لحق الأشخاص المكفوفين في التنقل بشكل مستقل. قد تكون العصا مصنوعة من مواد مختلفة مثل الألومنيوم أو البلاستيك، وهي تأتي بأطوال مختلفة حسب احتياجات المستخدم، أو قابلة للطي مثل عصا المكفوفين القابلة للتطبيق. من ناحية أخرى، يمكن أن تحتوي بعض العصي الحديثة على تقنيات إضافية مثل أجهزة استشعار أو محركات اهتزازية تساعد في تنبيه المكفوفين إلى العوائق أو المحيط.


  1. الأرضيات البارزة: 

من أبرز الابتكارات التي تساعد المكفوفين في الحياة اليومية هي المسارات الأرضية للمكفوفين التي يتم استخدامها في العديد من الأماكن العامة. تُستخدم أرضية المكفوفين بشكل رئيسي لتوجيه المكفوفين خلال حركتهم. أرضيات المكفوفين التي تكون بارزة عن سطح الأرض تساعدهم على التمييز أثناء المشي، مما يساعدهم على التنقل بأمان وراحة.


تُستخدم البلاطات البارزة لتحديد المسارات، كما أنها تُستخدم أيضًا لتحديد أماكن الخطر أو العوائق. فمثلًا، قد تحتوي مسارات المكفوفين على نقاط بارزة تساعد المكفوفين على تحديد أن الطريق يتقاطع مع مفترق طرق أو على تحديد وجود حافة، ما يساهم في تجنب الحوادث. تُستخدم مسارات الكفيف أيضًا في محطات النقل أو الأماكن المزدحمة لتوجيه المكفوفين نحو الأماكن الصحيحة أو لتحديد مواقع مثل السلالم أو المصاعد.


ما يجعل بلاط المكفوفين أداة فعّالة هو أن المكفوفين يعتمدون بشكل كامل على حاسة اللمس لتحديد الاتجاهات، وبالتالي توفر هذه الأرضيات رسالة بصرية غير مرئية للمشاة غير المكفوفين، ولكنها تُترجم إلى إشارات لمسية واضحة للمكفوفين.

اكتشف خيارات الأرضيات المصممة خصيصًا للمكفوفين من خلال هذا الرابط.


  1. التقنيات المساعدة: 

مع تطور التكنولوجيا، أصبحت هناك حلول مبتكرة للمساعدة في التنقل الخارجي للأشخاص المكفوفين، والتي تتجاوز استخدام الأدوات التقليدية مثل العصا البيضاء والمسارات الأرضية للمكفوفين. تقنيات مثل أجهزة GPS المخصصة للمكفوفين أصبحت شائعة اليوم، حيث تعتمد هذه الأجهزة على نظام صوتي أو اهتزازي لتوجيه المستخدمين إلى وجهاتهم بطريقة دقيقة، مما يسمح لهم بالتنقل بحرية في المدن أو المناطق الطبيعية دون القلق من فقدان الطريق.


إلى جانب أجهزة الـ GPS، هناك أيضًا تطبيقات هاتفية مصممة خصيصًا للمكفوفين، والتي تقدم إرشادات صوتية تتفاعل مع البيئة المحيطة. على سبيل المثال، يمكن لبعض التطبيقات أن تقرأ علامات الشوارع أو تشرح المعلومات حول المباني والطرق، مما يساهم في تعزيز قدرة المكفوفين على التنقل بثقة أكبر. بالإضافة إلى ذلك، هناك أجهزة أخرى مثل النظارات الذكية التي توفر تنبيهات مرئية للمستخدمين من خلال تقنيات التعرف على الصور، ما يجعل التنقل في الأماكن الجديدة أمرًا يسيرًا.


ثالثًا: نظرة مستقبلية: الابتكار المستمر في خدمة المكفوفين:

مع التقدم السريع في التكنولوجيا، يترقب الكثيرون تطوير حلول جديدة أكثر ابتكارًا لدعم المكفوفين في حياتهم اليومية. تتطور الآن العديد من المشاريع التي تدمج الذكاء الاصطناعي مع التقنيات القابلة للارتداء، مثل النظارات الذكية أو الأساور الذكية، التي تستخدم لتوفير توجيه صوتي أو اهتزازي فوري، مما يسهل التنقل في أي بيئة.


كما أن هناك جهودًا مستمرة في تحسين تصميم المدن وتوفير بنية تحتية أكثر ملاءمة للمكفوفين، مثل تحسين الأرصفة والطرق وتوفير إشارات واضحة للمكفوفين في الأماكن العامة. هذه التحسينات تفتح آفاقًا جديدة لتحقيق مزيد من الاستقلالية وتسهيل الحياة للمكفوفين في المستقبل.


ختامًا، فإن الأدوات المساعدة تمثل جزءًا حيويًا من تمكين الأشخاص المكفوفين من التنقل بحرية وأمان. على الرغم من أن هناك الكثير من التحديات التي لا تزال تواجههم في الحياة اليومية، إلا أن التقدم المستمر في التكنولوجيا والتصميم الحضري يبشر بتغيير إيجابي في حياة المكفوفين، مما يمنحهم فرصًا أكبر للعيش باستقلالية والمشاركة في الأنشطة اليومية بثقة.


ندعوكم لزيارة متجر سباما ميديكال للاطلاع على مجموعة متنوعة من الأدوات والمنتجات المخصصة لمساعدة المكفوفين، والتي تساهم في تحسين جودة حياتهم اليومية وتعزيز استقلاليتهم.